Tuesday, April 7, 2015

بالسَلب، ماتت.


لا أظن انه يعلم ماذا يعني لها.
وقع في الحب و مرآة الحب عمياء
فعشق الانتحارية و هو انتحاري.
فتن في المازوخية و هو مازوخي.
قلبه كثلج اوروبا في البياض و ادفأ من شمس اغسطس الدافئه.

بها نزعة سادية زرعها فيها حبيب قديم
لا تثق بأحد حتى هو -من عشقت حقا- حمايتها.
تنظر في المرآة و تلاحظ الوزن الذي فقدته في العامين الماضيين فتلوم نفسها لما صنعت منها.
فتاة ضعيفة لم تصن قلبها و ذاتها ووقعت في غرام شاب مراهق ينساق خلف الرغبات. اناني.
تغضب و تثور على حبيبها و كأنها تثأر لنفسها ممن احبت قبله.. فتشعر بتأنيب الضمير و تنهار باكية بين ذراعيه آسفة عما تفوهت من حماقات..
تكره من كانت قبل اليوم.
تكره من صارت الآن.
و تكره خوفها مما ستصبح عليه في يوم ما.
تحاول الا تهتم.. تتغاضى عما يجرح.
تتجاهل الالم فيشتد و كأنه يقول "سألازمكِ حتى الموت، انتِ ملكي."
اتعلم؟ ان تسلل الوجع مرة اليك، لا يرحل..
تحاول ان تخرجه لكنه لا يسأم، لا يتقهقر. يزيد.
تقف في شرفة غرفتها و تنظر للأسفل و تتسائل عما قد يحدث اذا قفزت..
لكنها تتراجع فهي ليست ملك نفسها فقط.
دخل حياتها فأسرها في طيبة قلبه و دفء مشاعره و صدقه، فكيف لها ان تهجر ما عاشت تحلم به؟
عُشِقَت و كان تظن انها ليست صالحة للحب.
تشرد.. كثيرا.
تفقد التركيز.
-"كم الساعة الآن؟... حان وقت الرحيل؟ لكني قد وصلت الآن فقط. .. ماذا تعني بأني جالسة هنا منذ ثلاث ساعات؟ كيف هذا؟"
"اعشقك" يهمس في اذنها في هدوء..
تبتسم و ترفع حاجبها ثم ترشف من فنجان القهوة امامها و يستكمل هو حديثه مع الآخرين، فتقرص خده بيديها الاثنين و تطبع قبلة حانية عليه.
الآن و قد شربت الدواء.. لم لا انام؟
كيف لي ان انام ان كنت شربت سما و لم امت..؟
"حبيبي؟ ..... اعشقك." ثم ترحل مسرعة و تقفز الى القطار.
سأحقق حلمي و اعود اليك انتظرني يا نعمتي و ملاذي و صبري..
اتتركينه و ترحلين بعد كل هذا؟
لن اهجر. وعدت بالعودة.
انت لا تعدين و تفين ابدا. تعلمين نفسك غير متحملة للمسئوليه..
كلا سأعود اخرسي ايتها الافكار السوداوية الشمطاء انت تعلكين جيدا ان امثالي لم يخلقوا لهجر الآخرين، امثالي خلقوا ليُهجَروا.