Wednesday, January 29, 2020

جلسة ما..

بم تشعرين؟"  يسألني طبيبي النفسي متأملا دخان سيجارته الذي يملأ الغرفه"

-لا يوجد رد, ترتفع كتفاي في حيرة و تبدو على وجهي نظرات هاثمه ثم اهمس  (لا اعلم (

*في رأسي: ربما الم, ربما فراغ, ربما وحدة, و ربما كل ما سبق لكني في الحقيقة لا افقه شيئا

يسألني مرة اخرى: فيم تفكرين الأن؟
-أنظر له في شرود و غضب (أنا حقا لا أعلم!)


*طبيبي العزيزان أفكاري و مشاعري متشابكة أكثر مما تتخيل و أقوى مما استطيع ان أفعل لاستخراج ولو واحدة للنقاش.

يقول لي:" سأقول لك ما أقول كل مره, انها دائرة الفراغ التي تحومين فيها منذ عدت للعالم الخارجي"

-أنفعل قليلا ثم ارمقه شزرا و اجاوب في هدوء مصطنع : و ما المطلوب مني الان؟
ان اشغل وقتي؟ ان أجد هوايات جديده؟
تعلم جيدا اني فقدت شغفي تجاه كل ما أحب القراءة و الكتابة و الرسم و حتى الموسيقى.
تعلم جيدا انه يعتريني الشعور اللعين بالفشل المسبق قبل حتى ان احاول.
و ان حاولت, اين الدعم؟

يرد في برود و هو ينفث الدخان: أنت لا تحاولين في الاساس.

-بل أحاول!! أحاول بالفعل احاول حتى ان اغصب نفسي على فعل اي شيء لكني فقدت كل من شغفي و صبري.. فكيف لي أن أحاول الابداع و انا فارغة تماما سوى من الالم؟

هو: أنت من وضعت نفسك في هذا الموقف باستسلامك!

-نعم استسلمت!
فكلما حاولت فشلت و انا سأمت الفشل المتكرر, انا فاشلة بكل المقاييس.
فاشلة حتى في تطبيق خطة علاجي. دوما ما تفوز الانتكاسات.. قدرتي على الاستمراريه تكاد تكون معدومه.


صمت قليلا ثم أشعل سيجارة أخرى.
هاهو ذا يحاول اقناعي اني مخطئة للمرة لا اعرف كم الف لكن رأسي, رأسي لا يقتنع.

انتهت الجلسه (تمتمها بين انفاسه)
اخرج في صمت بعد القاء السلام, دموعي حبيسه, اطرافي بارده, قلبي يرتجف, و يسيطر علي سؤال واحد:
"لم لا استطيع تصديقه؟"







انتكاسه.

ها انا ذا..
بداية جديده.. كلاكيت للمرة لا اعلم كم.
بداية سريه فلم اعترف بفشلي هذه المره
لا اشعر اني قادرة على المواجهة تلك المره فكل من يساندونني يظنون اني بخير
لا يعلمون بتلك الانتكاسة الاخيرة اللعينه..
انها تقتلني ببطء ولا استطيع طلب المساعده خوفا من العواقب.

لعنة المرض تقضي علي بسرعة لا سابق لها  في حياتي و ليس باليد حيله
يجب علي الاعتراف
يجب علي طلب المساعده
يجب ان اواجه النتيجه
لكنني خائفة للغايه