Friday, August 1, 2014

الوجع.

لا اعلم كيف وصلت لتلك المرحلة..
الرجفة و البرود..
انخفاض ضغط الدم و التعرق و الشلل المؤقت..
و تلك الهالات السواداء التي اتخذت من عيوني ملجأ.
الحزن اتخذ من قلبي بيتا كما اتخذ الألم ضلوعي سجنا.
حين علم ابي اني ادخن كان غاضبا للغايه و صرخ بي "و ما التالي؟ متي تدمنين المخدرات، متى تعاقرين الشراب؟"
صمتت للحظات ثم لاح على شفتي شبح ابتسامة الم ابتلعتها بصعوبة حتى لا يظنها استهزاء..
قلت في نفسي "آه لو تعلم يا ابي انني أتعاطاه، ادمنته، لثمني نبيذ حبه يا ابتاه.. ليتك تعلم ما يفعله بي.. يسرع ضربات قلبي من الخوف حتى يكاد يكسر ضلوعي و يمزق صدري و يسقط في حجري بين يداي.. ثم يهمدهما الما و حسرة على شهور و ايام ضاعت في عشقه.. يخنق انفاسي يا ابي، يكسر عظامي و ضلوعي، يعتصر قلبي في قبضته، يتخلل عروقي و يسكنها، يجري بها حيث يفترض ان تجري دمائي.. يقتلني حية يا ابتاه كما تقتل المخدرات الانسان حيا، تقتل عضوا تلو الآخر. آه يا ابي العزيز لو تعلم ان كل ما بي من الم هو مسببه الأول و الأخير، آه لو تعلم ما بي من نار تحرقني لو تعلم كم مرة فشلت في الاقلاع عنه.. هو مخدري العزيز القاتل. ليتك تعلم كم هو صعب علي ان الومه و اهجره يا ابي.. عشقته يا ابي و هو لي الحبيب و الصديق و الاخ و الاب و الام.. هو ملجأي يا ابتاه.. وطني.. كيف اهجر وطن عشقت؟ قل لي كيف اتركه و احشر ذكرياتي معه و عنه في صندوق ارميه في قاع محيط قلبي و انسى وجوده؟ كيف لي ان ابدأ من جديد و قد دمرت اعضائي الداخليه و تمزقت الخارجيه حتى صرت مشوهة.. لا ملامح لي.. اعلم كم سيؤلمك يا ابتاه ان تعلم ان ابنتك الصغيرة الحبيبه مدمنة.. و تعلم انت كيف ان ادمان شخص اسوأ الف مرة من ادمان مخدر.." نظرت الى ابي و الدموع تتدافع غضبا و الما من عيني و انا اقول له "ابدا.. لن ادمن ف انا اقوى من ذلك، الا تعلمني؟"
نظر الي في شفقة و طردني الى غرفتي.. بكيت ليلتها حتى مطلع الفجر لا اعلم ماذا افعل؟
قل لي ماذا أفعل يا حبيبي ﻷتخلص من آثار ثمالتي دون ان تظهر آثار انسحاب المخدر..؟

No comments:

Post a Comment