وحيد انا.
يملأني الفراغ
يحيطني من كل الجهات.
كالمحبوس في زنزانة بلا ابواب او شبابيك..
لا منفذ لهواء او ضوء او حتى صوت..
صدى الصمت.. نعم الصمت فقد صرت اصم..
لا اسمع سوى صرخات صامته..
روحي هربت و تركت لي جسد خاو..
تزورني احيانا لكنها تجلس في الزاوية تشاهدني..
و انا انازع لاتنفس، لأتكلم، لأصرخ، لابكي.. لكن لا صوت، لا نفس فقط جسد يهتز كمن انتابته نوبة صرع و يسكن فجأة و كأن الموت حل عليه..
اقف لأمشي لكني اهوى مرة اخرى و اسقط في وضع ثابت كجثة القيت من فوق برج ايفل..
لا اعلم لم برج ايفل بالاخص انا لم افكر يوما في باريس او الذهاب اليها لكن برج ايفل.. جميل، مضيء ربما..
لكن اي مكفوف يرى الضوء؟ اي اصم يسمع الصراخ و الهمس؟ و اي ابكم يصرخ و يغني؟..
" ايهم انا؟ " اصرخ بداخلي
فيشتعل صدري و اسمع صدى في مؤخرة رأسي "كلهم انت.." "صرت اعمى حين اخترت العيش في الظلام و اغمضت عينيك في مواجهة الضوء، و صرت اصم حين سددت اذنيك و تمنعت عن الاصغاء، و صرت اخرس حين التزمت الصمت و الطاعة بلا جدال او نقاش حين صمتت و كتمت صوتك حين اجتاحتك الرغبة بالصراخ.. انت تماديت حتى صارت اعاقاتك التي اخترتها مؤقتا دائمة. و الآن حكمت على نفسك بالسجن المؤبد ثم الاعدام اختناقا باختياراتك. اليوم نفذ الحكم و انت المحكوم عليك بلا رجعة او ايقاف تنفيذ"..
اشعر بالوهن.. ماذا حدث؟ ماذا فعلت؟ القيت بذاتي الى التهلكه..
اعتراني برد و اعياء..
صفارة عالية تدوي صرخاتها في اذني تكاد رأسي تنفجر.. اغمض عيني بشدة و فمي لا اكاد اشعر بشفتيه... لا استطيع التحمل "يا الله!!"
-ظلام مطبق يعم و هدوء مفاجئ و ينساب الضوء فجأة و يظهر للزنزانة باب مفتوح-
هل اخطو خارجا ام الموت مصيري ان خرجت؟
خطوة.. ثم اتلفت حولي.. انسل سريعا خارجا.
ضوء ساطع افتح عيني بصعوبة.. اغلق عيني و افتحمها سريعا.. "اين انا؟" لأجد نفسي متمددا على سريري.
"هل كان حلما؟" لا اعلم..
اقف بصعوبة و امشي بخطوات بطيئة تجاه الباب افتحه بحرص لأرى امي جالسة امامي على الاريكة تقرأ في صمت.. "نعم لقد كان حلم!" فأجري عليها و ارتمي بجانبها كطفل في السابعة من عمره..
"لا يمكنني العودة اين ما كنت، حان وقت الهروب".
No comments:
Post a Comment