Tuesday, April 12, 2016

على حافة زجاجة الخمر.

انظر إلى حماقتي..
أدور في شوارع المدينة البائسة، متخبطة غير واعية ابحث عنك..
ابحث عن حبك في حواف زجاجات الويسكي التي أعرف كم تحب..
وابحث بين أرفف الصيدلية البارده فربما عاودت ادمانك المهدئات.
في المقهى المجاور للشركة حيث تعمل.
وشرفة المبنى أين تشرب سيجارتك الملفوفة بعناية..
ابحث عمّا يسمعني صوتك مرة أخرى أو يريني ابتسامة حانيه.. أو أرى دمعك مرة ثانيه لأن الأولى لم تكف.

لم رحلت دون أي مقدمات غير واهيه؟
لم الحجج والأكاذيب؟
لٍم لًم تنطق بجملة واحدة

"تعبت" .. "لا أستطيع"
فقذفت بي في دوامة صمت دامي..
يصم الآذان..

لا أعلم كم من الوقت تغيب داخل تلك الغيبوبة الصامته..


الصبر.. الجميع طلبوا مني الصبر.

قالوا انك ستعود راكعا ..
و قالوا إنه على رفض عودتك..
لكن كيف لي أن أكره من جعلني أحب الحياة و نفسي و الحب.. كيف لي أن أنسى انك علمتني كيف اعيش..
لا ينكرني نكران فضلك لكني اخاف يوم عودتك بشده..
ربما يكون متأخرا و ربما يكون أبدا..
انت حتى لم تعطني الاحتمالات.
أمشي على أرض من رمال متحركه و كلما غصن فيها قليلا تمنيت الموت على وجع قلبي هذا..
أريد الخلاص.. أيا و من كان.
الخلاص و كفى..

برد الربيع.

اتعلم...
لم اتعمد البرود، لكن... قلبي آلمني.
أتعلم كم كان صعبا أن أمّر بجانبك لأول مرة دون أن اطبع قبلة على جبينك أو خدّك؟ الّا أقول لك كم أحبك و كم افتقدتك؟
اوتعلم حين جئتني معاتباً أنّي مررت بك ولم ألق السلام.. القيته حبيبي لحظة أن رأيت خيال شكلك قبل أن أدخل المقهى.. ألقيت عليك السلام و دعوت أن يحل على قلبك فربما تحن.
تجرعت القهوه ذات السكر الزيادة لكنها كانت أمّر من المر.
غص حلقي حين سألتني إن كنت هواءاً و تألمت وأنا أقول "نعم" و أنا أعني انك الهواء الذي اتنفسه وأنت تقصد السخرية من تجاهلي وجودك.
كنت تتكلم و لم أسمع كلمه، رأيت شفتاك تتحركان وألم ساكن في الهالات تحت عينيك و دمّع حبيس، ربما خيّل لي كل هذا.. لكني لم أسمع كلمة مما قلت فصوتك كان أخفت من صوت دقات قلبي المتدافعة بسرعة تكاد تكسر ضلوعي و تخترق صدري.
و أكره أنّي عاندت و جلست في الطاولة المقابلة لك فقط لأراك من بعيد.
و شُلّ لساني حين سألني النادل عنك و قال اليس من المفترض أن تكونا معا؟ قلت "نعم" باقتضاب و تلعثم و أنا أنظر تحت قدمّي فسكت و رحل.
و بعد مرور ساعات ما زال قلبي ينبض و كأنه لم ينبض من قبل.. ثم يسكن و يتخطى بعض النبضات فتنخطف أنفاسي ثم يعاود الدق.
ما زلت لا أفهم كيف لم يخترق صدري بعد، لكن ربما يفعل..