Tuesday, July 16, 2013

قرار.

كانت جالسة بصمت في سريرها بعدما فتحت عينيها في الفجر.
فقد اصبح نومها غير منظم منذ بضعة ايام مضت..
قررت القيام من سريرها الذي لم يعد يريحها.
 مشت في خطوات هادئة الي المطبخ لتصنع كوب من الشاي الدافئ
ثم خرجت الي الشرفه ..
 مرتدية نظارتها الكبيره و سترته الواسعه.
 تتطاير الخصلات التي تبقت من شعرها الذي قد قصته كله حتي لم يتبقي منه الا خصلتين ..
لون شعرها الاحمر الصارخ يتماشي مع كحلها السائح الذي ما عادت تزيله ..
 جلست في صمت علي الكرسي الكبير الذي وضعته بالخارج مؤخرا
 فقد اصبحت تجلس في الشرفة كثيرا ..
 تأملت القمر الذي يكاد يختفي متجانسا مع الخيوط البرتقالية التي بدأت بالظهور في السماء الزرقاء المائلة الي اللون الارجواني .. 
تتصارع الافكار في داخلها .. قرارات، مبررات و مهاترات .. 
لم تعد تعلم ايهم الاصح ..
 فكل ما يميزها و يرضيها ممنوع عنها.
 ليس بالمعني الحرفي لكنه سلو المجتمع و العائلة.
 ف التميز اصبح عيب.
 و الايجابيه اصبحت سذاجه و الاختلاف ... تفهم ما اريد قوله.

 تجلس كل ليلة هناك منذ فترة.
تلك الافكار تطاردها تحاول النوم فتتبعها بشكل كوابيس.
لا تجد مفرا منها سوي التفكير متحملة ما يأتي معه من صداع و ارهاق في باقي اليوم.
ملت من التفكير.
اعتدلت في هدوء ووقفت
ثم عادت الي الداخل بخطوات هادئة كلص حتي لا توقظ النائمون
و تبدأ الاسئلة في الانهمار فوق رأسها عن سبب استيقاظها في هذه الساعة من الليل الذي اصبح نهارها..
تدخل غرفتها فتحضر هاتفها و سماعات 
ثم تخرج مرة اخري و تعود الي جلستها المعتاده.

تحشر السماعات في اذنيها و تشغل تلك الموسيقي التي اصبحت تسمعها اكثر من البشر و الكلام.
فكلمات الاغاني لا تحطم امالها كما يفعل كلام الناس.
تجعلها تفكر قليلا في كم تشبه قصة الاغنية حياتها ..
كم يشبه شجن الموسيقي الحزن الساكن قلبها ..
هي ذات العيون الجميلة التي تري فيهما الألم 
تحاول دائما اخفئه لكن عيونها تفضحها.
تغني بصوت خافت الكلمات ..
صوت الموسيقي العال لكن عذب
صوت تلك المطربة المهمشة التي لا تشبههن الفنانات متصنعات الفن.
كلمات الاغنية تذكرها بحالها. كل جملة .. كل كلمه .. حتي الوقفات الصامته ..
تفكر في قراراتها تلك القرارات المجبرة هي علي اخذها الان
فلفرط عزلتها تغيرت .. لم تعد تعلم من هي ..
كل افعالها خاطئه و افكارها غير متزنه
تبرر حالتها بالعزله .. فهي لم تعتد الانعزال الاجباري.
لطالما كانت حره لا يجبرها احد علي شئ.

غضب مكبوت .. 
صمت ..
الم ..
وحده..
جرح..
حياه ..
لم تعد تعلم ما بها .. 
كل ما تعلمه انه حان وقت الاستيقاظ من حالتها تلك..
ترفض بشده العودة لمن كانت ..لكنها قد اخذت القرار ..
"لن اظل هكذا" صرخت هذه الفكره بصوت عال.
ثم صمتت ..

تذكرت تلك الليلة التي قضتها منذ بضعة ايام ..
جالسة في الارض في الشرفه ..
مشعلة سيجاره مرتدية تلك الستره الواسعه الدافئه ..
محملقة في السماء تنظر للنجوم..
ثم بدأت دموعها ف الانهمار بسرعه..
و بدأت تتكلم.. تتمتم باعتذارها لنفسها و للاخرين و لله .. 
تعتذر عن ضعفها و كذبها 
عن حزنها و تغيرها و شرها 
عن اخطائها في حق نفسها و حق الغير..
عن تسببها في الاذي لغيرها ..
ايلام من يحبونها ..
اذيتها لنفسها ..

ندم يحرقها ..
يكوي فؤادها.

.. ثم عادت لواقعها و تداركت ان الوقت جري
حان موعد استيقاظ اهلها .. و نومها هي ..
عادت الي غرفتها بعدما اعادت الكوب الي المطبخ ..
اطفأت هاتفها .. و اغمضت عينيها ..
عائدة الي كوابيسها اليوميه لتواجهها بقرارها..



No comments:

Post a Comment