استيقظت هي في الثانية صباحا, بعدما قضت يومها نائمة ..
لم تتكلم و لم تعترض, نظرت في ساعتها و ادركت نومها لأكثر من اثنتي عشر ساعة ..
وضعت نظاراتها الملطخة باثار دموعها و قررت انه حان وقت الاستيقاظ.
مشت في بطئ تتسند علي حوائط الطرقات حتي وصلت الي المطبخ, صبت كوب الماء و أطفات الأضواء و قررت بدء روتينها اليومي ..
عادت لغرفتها جرجرت غطائها و مشت الي تلك الغرفة التي بدأت مقاعدها تكرهها..
ارتمت علي الأريكة و اشعلت التلفاز .. لم تعره انتباها لكنها فقط جلست تقلب بين القنوات لربما تجد ما تشاهدة ,
تذكرت الفيلم الذي اجلت مشاهدتة لحين قدرتها علي التركيز, لم تهتم بالتركيز ففي حالتها كل ما تحتاج الان هو شيء ينسيها ما تشعر به ..
سمعت قطرات المطر و الرعد .. فشردت لبضع لحظات..
مر الوقت و نظرت للتلفاز و علمت انها لم تكن لحظات بل كانت ساعة و نصف , انتهي الفيلم.
علا صوت المطر لم تعد تفهم, دفعت ما حولها و جرت , فتحت النافذة و ادلت برأسها تحت الماء , فتحت عينيها باتساع غريب .. و كلما شردت في ظلام السماء , استنارت السماء بالبرق , فأفاقت ..
بعد ساعة من شبه النوم تحت مياة المطر قررت الدخول, فبدأ شروق الشمس و بدأ الناس بالنزول ..
شعرت بالصداع فذهبت الي الحمام نظرت لنفسها في المراة و ابتسمت بسخريه ثم وضعت رأسها تحت صنبور الماء الدافئ,
شعرت بسعادة غريبة ثم ... صمت , فقط صوت الماء يجري بين خصلات شعرها الذي ادركت انة طال بعد شهور من قصها له الذي كان يكاد يكون بطول شعر فتي ..
جففت شعرها ثم ادركت انه الصباح, لم تعد تتحمل هذا الاحساس بالفراغ و الوحدة ..
ذهبت الي غرفتها , اغلقت الباب , انزلقت بين الأغطية و اححتضنت مخدتها .. لم تنم بل شلت ..
ظلت بنفس الوضعية لما يقارب الساعتين, يمر برأسها كل ما حدث لها في البضعة أشهر الماضية..
خطيئتها التي عذبتها لشهور .. يكاد يمر عام و ما زالت تشعر بنفس الألم و الندم ..
نزلت من عينيها المغمضتين دمعة واحده لم تهتم بها , تجاهلتها و استسلمت للنوم.. فهو من يحتضنها عندما تصل لهذة الدرجة من الاكتئاب .. نامت .. و هي تفكر في شيئين ..
كم المطر و البرق جميلين .. و تسأل نفسها .. لماذا فعلت هذا؟ بم كنت تفكرين ؟ ... متمنية الا تستيقظ مرة اخري ..