Sunday, March 30, 2014

أشياء..

كان دوما ما يسخر منها.. 
و كانت تقابل سخريته بأفأفة و ابتسامة.
كان ينظر لها في صمت ولا تفهم..
نظراته غير مفهومه و غير مبرره 
ليست كنظرات أي أحد آخر..
لا تعلم ان كانت نظرات حب..
كان يقول لها انه يحبها لكنها لا تعلم..
أتصدقه أم لا؟ فماضيه لا يشجعها على تصديقه..
لكنها عشقته حد الجنون و الادمان..
كانا قريبين يفهمها من تصرفاتها, لا تستطيع أن تكذب فسيعلم..
لا تفهمه.. لا تعرف عنه الكثير.. هو يعلم كل شئ..

كان ينظر لها و يقول الست عميقة انت؟ يسخر منها تعلم ذلك جيدا
يسخر من أفعالها و أفكارها, يعاملها كالطفله..
ترى في عينيه كلمات تصرخ بصوت مبحوح لتقول لها:
أنت فارغه, داخلك لا شئ. تقنعين نفسك أنك مليئه بالاشياء..
أنك عميقة, تشعرين بالكثير. لكنها خيالات.. خيالات في رأسك.
أنت لا شئ..

كانت تعلم هذا...
و كانت تحاول التخلص من عاداتها التي توهمها انها شخص يعلم و يفهم و يحس الكثير..
لكنها تخشى الفراغ و تخاف العيش فيه..
ففراغها موجع..
فراغها وحده..
حين تشعر بهذا الفراغ في صدرها تبكي و تصرخ كالأطفال..
لا تستطيع العيش هكذا..
فهي رغم كل ما حولها و من حولها, وحيده و فارغه..
هي لا شئ و هي كل شئ..
هي موت و حياة
ابتسامة و بكاء.. 
هي لا تعلم شيئا و تفهم الكثير..
ليست غبيه, فقط تدعي الغباء..
هي صمت, و آلاف الكلمات..
ليست ضعيفة لكن ليس بها القوه..
هي اللاشئ و الكل شئ..



Monday, March 24, 2014

عايزه.

عايزه ابدأ تاني من الأول و افتح صفحه جديده.
اضحك ضحكه صفرا و افضل رسماها على وشي لحد ما اصدقها و ابقى فعلا سعيده.
اطلع من دماغي كل اللي واجعها و ارميه ف اقرب زباله و اشق صدري بسكينه بارده اطلع من جوا اللي واجعلي قلبي و كاتم عليه. اهويه.
عايزه ارقص و اغني من غير ما صوتي يترعش.
واصرخ و اضحك و اعيط و انط لحد ما يتهد حيلي.
اذاكر و اركز و اخطط و انفذ. عايزه اتطور و اطور و اتغير و ابقى احسن. افوق لنفسي و حياتي و اتبسط ولما اضايق يبقى من سكات.
عايزه البدايه الجديده اشوفها ة المسها و انسى كل الوجع اللي فات.

Monday, March 17, 2014

صمت.

 لطالما تسألت أين تهرب مني الكلمات كلما احتجتها,
كلما شعرت بذاك الضيق في صدري و اجتاحتني مشاعر الاغتراب ..
كيف يعم الصمت المطبق و تتلاشى من ذاكرتي الأبجديه و كأنني لم أتعلم الكلام قط.

تحاصرني جدران بيضاء من ورق, و تحاوطني دلاء من الحبر و يقيدني شلل غير مفهوم..
شلل دماغي, عضوي.. لا أستطيع التفكير بكلمات تصف ما أشعر به, تتخدر ذراعاي ولا تقويان على الحركه.
فأجلس ساكنة بذاك الضيق و الآلام الغير مبرره, ذلك الصمت الرهيب و تلك الأفكار المتصارعه في رأسي,
تضغط على جمجمتي و يكاد عقلي ينفجر.
تتجسد الكلمات في هيئة دموع و صرخات و تشنجات فقط.. لا كلمة..
أتمتم ببضع عبارات اللوم و العتاب و الغضب, أتلوها على الفراغ..
أصرخ بها في غرفتي الصغيرة المعتمه وحدي. 
أشغر بأغلال الصمت تكبلني و تكممني, تشل لساني و تخرسه.
تمنع عني السدود في رأسي تدفق سيل الأفكار و الكلمات
فأجلس في الظلام محدقة بفراغ لا أراه.
فتمزقني المشاعر التي لا أقوى على صناعة درع من الكلمات ليقيني من خناجرها.
تبا للصمت.


Monday, March 3, 2014

Melancholia

ليت الحبر الاسود ينتشر ببطء في عروق هربت منها الدماء..
يجري بها و كأنه سم ينتقم من المسموم..
يتألم فينساب الحبر من بين أصابعه لينزف على صفحات بيضاء
ليعكر صفوها كقطرة من حبر أسود في كوب من الماء العذب..
يعذب السم, يتعرق فتجري على جبينه قطرات العرق..
أهو عرق؟ أهي دماء؟..
كلّا, فقط حبر أسود.
الحبر الذي استعمر طيات جسده..
هذا اللون الذي يعبر عمّا بداخله من سواد و ألم و كره..
ليس كرها, لكنه أحب حتى كره
ليس ألما, لكنها ندوب في الروح..
ليس سواد, لكنه رأى الألوان و نظر مطولا للشمس حتي بهتت الألوان و تحولت لدرجة من الرمادي الشبيه بالأسود..
ليس حبرا, سم.
ليس دما, حبر.
ليست أفكار بل تدفق الدماء اثر طعنة أخرى..

ينزف هو قطرات الحبر فيشكلها و يصنع منها تحف في هيئة كلمات و سطور..
نزف الكلمات حتى مات..
وما تبقى منه سوى كلماته التي جمعت في كتاب بعنوان "نزيف الميلانكوليا"..
مات هو و جفت قطرات ذكراه, صارت لا تمحى..