Monday, March 3, 2014

Melancholia

ليت الحبر الاسود ينتشر ببطء في عروق هربت منها الدماء..
يجري بها و كأنه سم ينتقم من المسموم..
يتألم فينساب الحبر من بين أصابعه لينزف على صفحات بيضاء
ليعكر صفوها كقطرة من حبر أسود في كوب من الماء العذب..
يعذب السم, يتعرق فتجري على جبينه قطرات العرق..
أهو عرق؟ أهي دماء؟..
كلّا, فقط حبر أسود.
الحبر الذي استعمر طيات جسده..
هذا اللون الذي يعبر عمّا بداخله من سواد و ألم و كره..
ليس كرها, لكنه أحب حتى كره
ليس ألما, لكنها ندوب في الروح..
ليس سواد, لكنه رأى الألوان و نظر مطولا للشمس حتي بهتت الألوان و تحولت لدرجة من الرمادي الشبيه بالأسود..
ليس حبرا, سم.
ليس دما, حبر.
ليست أفكار بل تدفق الدماء اثر طعنة أخرى..

ينزف هو قطرات الحبر فيشكلها و يصنع منها تحف في هيئة كلمات و سطور..
نزف الكلمات حتى مات..
وما تبقى منه سوى كلماته التي جمعت في كتاب بعنوان "نزيف الميلانكوليا"..
مات هو و جفت قطرات ذكراه, صارت لا تمحى..

No comments:

Post a Comment